الخميس، 19 يناير 2012

سيرة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان



إنجازات، وتنمية، وبناء .. كلمات تلخص مسيرة المغفورله بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها. كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحب السمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه ولبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات.

ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة العين وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909. تعلم مبادئ الحرب والقتال بين البدو. اتصف بالشجاعة وكان يقاتل للشرف لا للمغنم ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء وكان دائماً على استعداد للتضحية بحياته لحماية من يلجأ إليه. وقد شغف زايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية وأحب الشعر الذي كان أقرب في حكمته ومغزاه إلى ذاته.

انعكست نشأة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسي عليه لتشكل منه شخصية مرموقة تتسم بالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال، وتطغى عليه الحكمة .. ليصبح حكيم العرب.

عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبة التوازنات القبلية وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفين فيما بينهم. وأيقن بحكمته المعروفة أن صراع البقاء سيبقى هاجس جميع القبائل وان النزاعات الناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام. ولمع نجمه إبان المحادثات الخاصة بحل النزاع حول منطقة البريمي الحدودية فنظر إليه الناس باحترام وإعجاب شديدين.

تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين. فوضع خطة دقيقة لاستثمار إمكانات المدينة وعمل بدأب على تحقيق تلك الخطة.

وبفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم "المدرسة النهيانية" كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ليجسد الشيخ زايد ما كان يحلم به إلى حقيقة واقعة. ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.

بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التعرف على العالم الخارجي في أول زيارة له إلى بريطانيا عام 1953 ومنها إلى دول أخرى كأميركا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وإيران.

ومضى زايد على طريق الإصلاح فلم يترك ميدانا دون أن يطرقه حتى عرف بأنه "رجل الإصلاح الكبير". وكانت كل تلك الإصلاحات والانجازات تبشر بأن زايد هو الرجل الموعود لحكم إمارة أبوظبي.

في السادس من أغسطس 1966 تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي فوضع برنامجاً ضخماً لعملية الانماء وبدأ بدفع ابناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية، كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمض أيام على تسلمه الحكم حتى أعلن زايد عن إقامة حكومة رسمية ذات إدارات ودوائر وأسند إليها المهام اللازمة لتسيير الدولة.

وكانت الأولويات إقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية وإنشاء ميناء ومطار وشق الطرقات وبناء جسر يربط بين أبوظبي واليابسة. وانقلبت أبوظبي التي كانت نائمة في أحضان الرمال قبل أن يأتي زايد إلى أكبر ورشة عمل في كل اتجاه. وأصبح هدير الآلات في كل مكان وانتقل الآلاف من الأكواخ إلى البيوت الصحية النظيفة وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت وانتقل التعليم من نظام الكتاتيب إلى المدارس العصرية وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد وفتحت عشرات الفصول الجديدة لمحو أمية من فاتهم قطار التعليم وبدأت العيادات في تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء بعد أن حرموا من الرعاية الصحية طويلا ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود. يقول زايد: "إن عملية التنمية والبناء والتطوير لاتعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة"

مع إيمانه بأن كل هذه المشاريع تحتاج إلى تضحيات كبيرة إلا أن زايد كان على يقين بضرورة تطوير المستوى الحياتي والمعيشي للفرد. وغير بعيد عن اهتمامه بتسريع دوران عجلة التنمية فقد أولى صاحب السمو الشيخ زايد اهتماماً خاصاً بالبيئة فأنفق مبالغ طائلة على عملية تشجير مدينة العين وإمارة أبوظبي.

تتابعت العملية بعد قيام الاتحاد الى سائر إمارات البلاد ليصل عدد الأشجار المزروعة في الدولة إلى نحو 41 مليون شجرة خلال العقود الثلاثة الماضية، فقد حلم زايد منذ القدم بتحويل الصحراء إلى واحة خضراء تقلل من قسوة المناخ فكان له ما أراد بفضل عمله الدؤوب ورؤيته البعيدة. وفي هذا السياق أوجد زايد محمية طبيعية نادرة وفريدة من نوعها في جزيرة بني ياس.

الجدير ذكره أن بناء الموارد البشرية والبنية التحتية والاهتمام بالبيئة لم تكن هي الانجازات الوحيدة التي قام بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الستينيات فقد نذر نفسه للتعاون مع جيرانه من القبائل والإمارات لأنه أيقن أن التطور الذي تشهده أبوظبي لن يتوقف عند حدودها وفي هذا الإطار كان لقاؤه مع حاكم دبي حينها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لحل نزاع طويل على الحدود بين أبوظبي ودبي وجاء بعد ذلك توقيع اتفاقيات مماثلة مع كل من عمان وقطر.

عندما أعلن البريطانيون رغبتهم في الانسحاب من منطقة الخليج بعد 150 عاماً من السيطرة التامة اغتنم زايد الفرصة ليرسم بحكمته وذكائه المستقبل السياسي للمنطقة فأقنع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي حينها بالانضمام اليه في بناء دولة اتحادية من تسع إمارات هي أبوظبي ودبي وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة والشارقة وأم القيوين إضافة الى البحرين وقطر. غير ان البحرين وقطر فضلتا العمل للحصول على استقلال كامل مما دفع زايد الى مضاعفة جهوده لإقامة الاتحاد مع الإمارات المتبقية.

بعد جملة من الاتفاقات تمكن المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من ترجمة حلمه الكبير إلى حقيقة واقعة فأقام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971، ولم يتوقف زايد يوماً عن اداء دوره الداعم للإمارات الأخرى بل انه بات يعتقد ان واجباته تجاه الدولة تفوق واجبات ومسؤوليات إخوانه حكام الإمارات الست مجتمعين. وأرسى زايد مفهوماً مهماً يقوم على ان استمرارية كل إمارة تعتمد بالدرجة الأولى على استمرار الاتحاد وان أي خلل في بنية الدولة الواحدة سينعكس سلباً على بناء كل إمارة.

كثف صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جهود البناء بعد قيام الاتحاد ورفع من وتيرة العمل في سائر المشاريع الحيوية والمهمة. وبانت النتائج للعيان فازدادت المساحات الخضراء وكذلك الأراضي الزراعية فباتت المحاصيل الزراعية للدولة تعم الأسواق وتنافس بجودتها المنتجات المستوردة. وتذكر وزارة الزراعة والثروة السمكية على موقعها على شبكة الانترنت أن إجمالي المساحات الخضراء في الدولة وصل في عام 1998 الى نحو 1,2 مليون دونم بينما وصل إجمالي مساحة الأراضي الزراعية الى ما يقارب 617 ألف دونم من بينها 591 ألف دونم مخصصة لزراعة النخيل.

كذلك أولى الشيخ زايد مشاريع المياه والطاقة أهمية بالغة لإيمانه بأن توفيرها يسهم في دفع عجلة النمو الصناعي والزراعي قدما في البلاد. وعليه فقد امتدت شبكات المياه والكهرباء في أنحاء الدولة لتؤمن احتياجات المواطنين من المياه العذبة وتفي بالاحتياجات الزراعية وتشير إحصائيات وزارة المياه والكهرباء الى أن إجمالي استهلاك المياه يوميا وصل الى ما بين 250 مليون جالون يوميا و 300 مليون جالون. والجدير ذكره هنا أن مشروع الربط الكهربائي الموحد بين إمارات الدولة ساهم في سد احتياجات الامارات كافة من الطاقة وأصبح يوجد في دولة الإمارات اليوم واحدة من أكبر الشبكات الكهربائية وأكثرها تطورا في المنطقة.

وعلى الصعيد الصناعي شهدت الدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة رحمه الله نهضة صناعية كبيرة فأقيمت المناطق الصناعية والمؤسسات المشرفة على إدارة الشؤون الصناعية بالدولة واستثمرت مبالغ كبيرة في عملية النهوض بالصناعة الوطنية لتأمين مصادر بديلة للدخل. أما هذه المبالغ فقد وصلت في العام 1995 الى نحو 13,7 مليار درهم. ولا بد من الوقوف هنا عند النهضة التي شهدتها صناعة المشتقات البترولية مستفيدة من ثورة اكتشاف النفط في البلاد. وتوضح وزارة المالية والصناعة من خلال إحصائياتها أن إجمالي عدد المنشآت الصناعية في الدولة بلغ في العام 2003 نحو 2795 شركة ومصنعا. كما شهدت أعمال البنية التحتية نهضة حقيقية شقت خلالها الطرقات وشيدت الجسور لتصل أواصر البلاد ويبلع إجمالي طول شبكة الطرقات في الدولة اليوم الي ما يناهز السبعة آلاف كيلومتر من الطرق السريعة المعبدة.

وإذا كانت باكورة المدارس "المدرسة النهيانية" قد افتتحت في العام 1959 في العين فالكل يعرف أن زايد اهتم بالعلم أكثر من أي شيء آخر وأصر على تسليح أبنائه بالعلم والمعرفة بالدرجة الأولى وفي هذا السياق أثمرت جهوده إيجابا في رفع عدد المدارس والجامعات بالدولة فوصل عدد المدارس الى نحو ألف مدرسة تضم ما لا يقل عن نصف مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، ووصل عدد المدرسين الى نحو 42 ألف مدرس أي ما نسبته مدرس لكل 12 طالبا. في حين بلغ عدد الطلاب في المراحل الجامعية والمعاهد العليا ما يقارب 20 ألف طالب.

وعلى الصعيد الطبي تبرز الإنجازات التي تحققت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال ارتفاع عدد المؤسسات الطبية العاملة بالدولة من مستشفيات حكومية وخاصة ومراكز صحية حكومية وصيدليات تؤمن الرعاية الصحية للموطنين والمقيمين على أرض الإمارات. وقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية نحو 40 تتسع لما يزيد على 4500 سرير. "إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على الماضي وقسوة ظروفه" تلك مقولة اختصر بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة العمل في سبيل رفع شأن دولة الإمارات وشعبها.

وباستغلال الفرصة التي أوجدتها عائدات الثروة النفطية؛ لم يدخر زايد أية فرصة لمضاعفة مسيرة الإنماء والتنمية لبناء الدولة. وفي أقل من ثلاثة عقود تمكن من تحقيق حلم البناء الكبير، بناء دولة التقدم والتطور والرفاهية والأحلام الطموحة التي رسمها بأفكاره الفريدة وأنجزها بتسخير جميع الإمكانيات اللازمة. إن زايد الإنسان بأفكاره وانجازاته سيبقى رمزاً لأجيال مقبلة فهو سبب النهضة الثقافية والحضارية والإنسانية والعمرانية التي عرفتها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص.

وفي ما يتعلق بمواقفه السياسية والوطنية فإن الشعوب أنفسها في مختلف الأقطار العربية والإسلامية تشهد لزايد بأن اهتمامه بتأمين الرفاهية لشعبه لم يشغله أبداً عن أمته العربية والاهتمام بأمورها وقضاياها فكان من أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره. وفي مايو من 1981 ترأس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان أول قمة عربية لتعلن عن ميلاد مجلس التعاون الخليجي من دول الخليج العربية الست. كما اهتم بمساعدة دول مثل لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية. وكما في لبنان كان الأمر في اليمن والبوسنة حيث شاركت القوات المسلحة في إطار القوات المتعددة الجنسيات. ولا ينسى أحد المبادرة الخاصة التي قام بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إعادة بناء مخيم جنين الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على نفقته الخاصة أيضا.

إن رؤية المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت تقوم على أساس التعاون والابتعاد عن الفردية وقد تجلت هذه الرؤية في إنجازاته التي لا تحصى في منطقة الخليج العربية لاسيما في إطار المساهمة في قيام مجلس التعاون الخليجي وفي الهيئات والمنظمات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية العربية والاسلامية. وعلى المستوى العالمي كسب رئيس الدولة احترام قادة العالم ولم يتوقف يوماً عن دعوتهم لإقرار السلام والعدل ورفعهما فوق المصالح الضيقة.

تسلم المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1985 الوثيقة الذهبية التي منحتها لسموه المنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف، تقديرا منها على جهوده في المجالات الإنسانية المختلفة، ورعاية الجاليات الاجنبية العاملة في الدولة. وفي عام 1988 اختارت إحدى الهيئات الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كأبرز شخصية سياسية لذلك العام وكذلك لدور سموه في وقف الحرب العراقية الإيرانية، وإعادة العلاقات بين الدول العربية.

وفي الاستطلاع الذي أجراه مركز الشرق الاوسط للبحوث والدراسات الاعلامية في جدة في عام 1995، فاز صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلقب الشخصية الانمائية على مستوى العالم وقد شارك في ذلك الاستطلاع أكثر من نصف مليون عربي من مختلف الجاليات العربية حول العالم.

لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرته الحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين سواء في بلاده أو خارجها. أما فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة فإن مقارنة بصرية بسيطة لصور ما كانت عليه قبل قيام الإتحاد وما أصبحت عليه اليوم تؤكد أنها ما كانت ستحظى بما حظيت به لولا وجود هذه الرؤية الثاقبة له كحاكم وقائد وسياسي محنك. لقد استطاع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلاده على الخريطتين العالمية والاقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي فريد تمتع باحترام العالم أجمع.

زآيد منذ البداية حتى تولي القيآدة



مع نهاية الحرب العالمية الأولى وبالتحديد في عام 1918 ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو نفس العام الذي ولد فيه مجموعة من أعظم رجالات القرن العشرين مثل نيلسون مانديلا وجمال عبدالناصروتشاوشيسكو وستالين .. إذا فهذا العام بالذات شهد مولد رجال غيروا من مجرى التاريخ وغيروا من مجرى شعوبهم وأوطانهم ولكن لم يفعل أي من هؤلاء كما فعل زايد في بلده ولم يبني أي من هؤلاء كما بنى زايد !!

ولد زايد في في الجزيرة المطلة على الخليج العربي ( أبوظبي ) والتي أطلق عليها هذا الإسم كما تقول أغلب الروايات بسبب كثرة الظباء فيها ..

لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفي فمه ملعقة من ذهب ولم يتعود جسده ملمس ونعومة الحرير .. لقد فتح زايد عينيه على قومه وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شيء إلا الكرامة والإباء فقد كان من شأن الظروف التاريخية والاجتماعية التي عاشها أبناء المنطقة قروناً عديدة أن تولد لديهم ضميراً وطنياً لا مجال للشك فيه وظلت رؤوس الآباء والأجداد الذين بنوا أكواخهم على شطآن خليج ما قبل النفط مرفوعة رغم الجوع الذي كاد أن يكون مقيماً في أحشائهم وتركوا رصيداً من التقاليد والمثل الراسخة المتكاملة .

وكان تمسك الأباء والأجداد بكرامتهم هو النبع الذي ارتوى منه الابناء ليشبوا وكلهم حرص على هذه الكرامة وكان هذا الحرص هو السياج الذي حمى التقاليد العربية والاصالة المتوارثة رغم كل الظروف حتى جاء الجيل الذي برز من بين فتيانه زايد بن سلطان والأمم تتواعد مع زعمائها كما يتواعد زعمائها مع القـــدر وبقدر قدرتها على الاحتفاظ في أعماقها بحيويتها وأصالتها فإنها تستطيع أن تبني وتشكل شخصية الزعيم الذي يجيئها دائماً في موعده .. مهما طال الزمن !!

كان لا يزال طفلاً صغيراً يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن مقر الحكم في أبوظبي الذي بناه الشيخ شخبوط الأول عام 1793بعد انتقاله إلى ابوظبي من ليوا وقد ولد فيه الشيخ زايد بن سلطان الثاني وعاش فيه طفولته وشبابه ..

وفي السنوات المبكرة من حياة زايد كانت سورة الفاتحة هي أول ما تنامى إلى سمعه .. حتى إذا ما بدأ ينطق ويتكلم راح على الفور يردد آيات سورة الفاتحة كما يتلقنها تماماً ثم يحفظها عن ظهر قلب على ضوء مصباح خافت يشتعل بزيت الزيتون وشيئاً فشيئاً تدرج مع الآيات والسور وتعلم أن القرآن ليس كتاب دين فحسب بل تنظيم شامل لجميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأصبح له باستظهار آيات القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولع شديد ..

بنفس هذه المعالم وهذا الجو العام أصبح زايد في العين حاكماً منذ عام 1946 ليس بينه وبين شعبه حجاب فهم جميعاً يستطيعون الذهاب إليه ويقولون ما عندهم ويأكلون مما يأكل وتتشرب نفوسهم بمعنى ان يكون الحاكم منهم ولا يعلو فوقهم غلا بقدرته على نفعهم وهو الشيء الذي تحقق لهم بالفعل عندما تحولت العين في عهده وعلى يده إلى جنة خضراء .

لقد أحس زايد منذ أن تولى أمور العين وضواحيها بحاجة الشعب إلى إصلاحات كثيرة ورغبة مواطنيه في مثل الحياة الطيبة التي بدأت تدب حولهم في بلدان الخليج الأخرى وكان زايد لا يملك سوى القليل القليل من كلشيء حتى من الماء مصدر الحياة وعمادها ولكن ندرة الماء والمال والإمكانيات لم تفت في عضد زايد أو تقوده إلى اليأس فإن النفوس الكبيرة لا تعرف اليأس مهما صادفت من الصعاب والعقبات فبدأ زايد في إصلاح الافلاج القديمة التي مضى عليها الدهر وحفر آبار جديدة للتوسع في زراعة الأرض ومنها فلج الصاروج في مدينة العين وقد بناه في ظروف صعبة كفيلة بأن تثني ذوي الهمم العالية !!

ويكبر الشاب زايد وتكبر معه أحلامه ويتولى زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفاً لشقيقه شخبوط لتبدأ مرحلة جديدة من الإنجازات ويخرج من جزيرة أبوظبي على الخليج نور عظيم يصل إلى العالم بأكمله ... إنه نور الإمارات العربية المتحدة .. وما أجمله من نور !!
من كتاب ( القائد والمسيرة ) ( بتصرف )

زايد الفارس حاملاً صقراًزايد البدوي باللباس التقليدي
  
  
زايد أمام خيمة عربية قديمةزايد حاملاً أكبر أبنائه ( الشيخ خليفة )

 

الموقع الجغرآفي والاحوال المناخية



الأحوال المناخية

تتأثر الأحوال المناخية في دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد من الضوابط التي تتحكم في مناخها وتجعل منه مناخاً صحراوياً ولكنه في الوقت نفسه له طبيعة مختلفة عن المناخات الصحراوية العادية خاصة من ناحية الرطوبة والتباين في درجات الحرارة وكميات المطر، وأهم ضوابط المناخ في المنطقة:
الموقع الفلكي، الموقع الجغرافي، المسطحات المائية، مظاهر السطح، توزيع ضغوط الكتل الهوائية والجبهات.
وعلى سبيل المثال فإن دولة الإمارات تقع في المنطقة المدارية الجافة التي تمتد عبر آسيا وشمال إفريقيا وتخضع لتأثيرات المحيط لوقوعها على ساحل الخليج العربي وخليج عمان.

الحرارة
تتصف درجات الحرارة عموماً –شأن جميع الأقاليم المناخية – بالارتفاع نظراً لحرارة الشمس الشديدة في فصل الصيف الطويل لطول النهار بالنسبة لليل ويصل متوسط النهايات العظمى إلى 47ْ مئوية أو 45ْ مئوية، كما يتراوح متوسط النهايات الصغرى ما بين 6ْ مئوية، 12ْ مئوية وعلى هذا فإن المدى الحراري السنوي يتراوح بين 35ْ و40ْ مئوية وهي مدى كبير وهذه سمة من سمات الظروف الحرارية في الأقاليم الصحراوية المدارية حيث يشتد التسخين خلال شهور الصيف فترتفع درجات الحرارة إلى معدلات عالية للغاية ثم تنخفض درجات الحرارة خلال الشتاء.
والشتاء في دولة الإمارات قصير جداً يبدأ من ديسمبر حتى نهاية فبراير وترتبط معدلات درجات الحرارة الشديدة بارتفاع نسبة الرطوبة. ونلاحظ فروقاً كبيرة بين مناخ المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية الداخلية ومناطق المرتفعات.
فعلى الساحل يزيد متوسط درجة الحرارة في يوليو عن 37.7 درجة وترتفع نسبة الرطوبة لتصل أحياناً إلى حد الإشباع بينما يتسع المدى الحراري كلما توغلنا في قلب الصحراء التي تمثل القسم الأعظم من أراضي الدولة في حين يعتدل المناخ في مناطق الجبال والمرتفعات الأخرى.

الرياح
يهب على الدولة نوعان من الرياح الموسمية وغير الموسمية وتعتبر الموسمية منها أهم النوعين وهي تشتد في الربيع والقسم الأخير من الصيف، وتنقسم إلى نوعين:
الأول يشمل الرياح الشمالية التي تمتاز بجفافها وتساعد في تلطيف حرارة الجو ما لم تكن محملة بالأتربة والرمال.
والنوع الثاني يطلق عليه اسم الرياح الشرقية، وإن كانت في حقيقتها رياحاً جنوبية شرقية، وهي قصيرة الأمد، وربما كانت على درجة شديدة من الرطوبة.
وتتغير مجموعة الرياح في الغالب بين جنوبية أو جنوبية شرقية وغربية أو شمالية وشمالية غربية.
ويتناول محمد خلفان الروم فيما يلي: تعريف وشروح الرياح المحلية.

المزر
رياح تهب من اتجاه لآخر بسرعة 20 إلى 40 عقدة، وسميت بهذا الاسم لأنها تساعد على جمع السحب في المنطقة التي تهب عليها وقد يكون المزر من رياح مختلفة كالشمال والسهيلي أو رياح المطلعى أو رياح الكوس، ويكون ذلك لمدة قصيرة، وعادةً ما يعقبها المطر.

الغياضة
وهي اشتداد سرعة الرياح ولمدة قصيرة جداً، من اتجاه الشمال الغربي وغالباً ما يستدل عليها برؤية خيط رفيع \"أفقي\" من السحب، والبحارة الذين كانوا يستعملون الشراع في أسفارهم في الأيام السابقة يعرفون مظاهر هذه الرياح في حينها وذلك للحذر والحيطة.

اليولات
رياح متغيرة الاتجاه، حيث تغير الرياح اتجاهها من جهة لأخرى في فترة قصيرة نسبياً، وهي ظاهرة معروفة تسبق غياب الثريا بحوالي عشرة أيام وبالتحديد من تاريخ 18 إلى 28 إبريل وغالباً ما تكون أيامها ممطرة.

الكوس
رياح تهب على السواحل الغربية والشرقية للدولة وتكون شديدة التأثير على السواحل الشرقية مثل الفجيرة وخورفكان ويكون اتجاهها من الشمال الشرقي والشرق محدثة أمواجاً عالية أحياناً، حيث تؤدي إلى حفر السواحل الرملية الساحلية وذلك بسبب التيار الساحلي الناشئ من جرّاء ذلك.

الثريا
مجموعة من النجوم تأخذ شكل طائرة الورق، تغيب بتاريخ 28 إبريل، وتستمر فترة غياب هذا النجم لمدة قدرها أربعون يوماً يكون خلالها في تسابق مع الشمس ثم تبدأ في أول أيام طلوعها فجر يونيو.

الرايحة
رياح تهب من الشرق وغالباً ما تكون من تاريخ 1/8/ إلى 1/10 ويمكن ملاحظتها عند رؤية سحابة بيضاء كبيرة ترتفع إلى حوالي 20 ألف قدم، وربما تكون أعلى من ذلك وتتأثر بها المناطق البرية الداخلية كالعين والمحاضر الجنوبية وتحمل رياحها أتربة من الصحراء إلى السواحل وأحياناً تسقط الأمطار منها.

المرزم
ويشتهر بالمرزم، وعند طلوعه يتوسط الخط للبنى \"المحبا\" القبة السماوية ويحين موسم استخراج اللؤلؤ، وبطلوعه تبدأ هجرة الطيور إلى المنطقة وتسمع أصواتها المهاجرة ليلاً.

نجم سهيل
يتوافق طلوعه 17 أغسطس وهو بداية تغيير المناخ إلى جو لطيف وغالباً ما يكون اتجاه الرياح من الساحل غير أنه لا يتأكد التغيير في الجو إلا بعد 40 يوماً من تاريخ طلوع هذا النجم، حيث تكون الفترة معتدلة لا حارة، ولا باردة.

الأحيمر
نجم يغيب في \"تسعين صفري\" ومن علاماته هبوب رياح شديدة، غير أنه بانتهاء در التسعين ودخول در المائة بتاريخ 15/11 وقيام شمال المائة ينفي قيام رياح الأحيمر، وهي فترة حرجة للأسفار البحرية، غير أن ذلك ينتهي بدخول در الثلاثين، حيث يقال: \"بأن مال اليتيم يسافر\" في هذه الفترة دلالة على هدوء وتحسن الأحوال الجوية.

رياح الشمال
رياح شتوية باردة معروفة لدى سكان المنطقة وغالباً ما تسبقهما رياح السهيلى \"رياح السموم\" من ثلاثة إلى أربعة أيام إلى أسبوع، وأحياناً تلحق بها شمال أخرى \"ترضف\" وتمتد لفترة أطول، ومن إحدى علامات الشمال الغربي كدلالة على هبوب الرياح من هذا الاتجاه.

شمال الثمانين
هي أقوى رياح الشمال وترتفع الأمواج إلى أعلى حد لها وغالباً ما تهب هذه الرياح في الفجر، ومن ملامح هبوبها هدوء البحر وتقوم هذه الشمال في در الثمانين من 3/2 إلى 12/2.

أربعين المريعي
تبدأ من 25/12 وحتى 3/1 حيث درجة الحرارة في أدنى مستوى لها، أي يبلغ البرد أشده في هذه الفترة وتقل الأسماك في المياه الضحلة لشدة برد البحر.

الغربي
رياح معتدلة تهب من الغرب، ويبدأ موسمها بعد نهاية فصل الشتاء مباشرة وتسمى بالغرابى.
وفي كتابه تقويم \"بنى ياس البحري\" يقدم محمد خلفان الروم معلومات بحرية مبسطة للمدنيين الذين يبحرون في مياه الخليج بهدف توفير معلومات ملاحية وبحرية تساعدهم على الإبحار بسلام وأمان ويشمل هذا التقويم معلومات عن شروق وغروب الشمس وارتفاع المد والجزر على مدار العام وخطوط السير والمسافات لموانئ وجزر دولة الإمارات، كما يحتوي التقويم على بعض الجداول المبسطة للتحويلات الرياضية الخاصة بالمسافات والأعماق.

الأمطار
تتلقى الإمارات نسبة قليلة من الأمطار الشتوية، التي يعزى سقوطها لالتقاء المنخفضات الجوية الباردة القادمة من الشمال ومنطقة الضغط المرتفع الآزوري فوق البحر المتوسط بالمنخفضات الجوية الدافئة القادمة من السودان والمحيط الهندي، وبتفاعل المنخفض تنـزل زخات قوية من المطر مصحوبة بالعواصف الرعدية والشديدة والرياح الشمالية القوية.
وتتميز كميات الأمطار التي تهطل على الدولة بتذبذبها من سنة إلى أخرى كما تتباين معدلات هطولها من منطقة وأخرى فهي تكثر في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة نظراً لموقعيهما الجغرافي وقربهما من سلاسل الجبال، ولذا نجد أن المنطقتين تضمان بعض أخصب أراضي الدولة بينما نراها تقل في الأموال الباقية ويكون سقوطها بين شهري نوفمبر وإبريل وتتركز الأيام الغزيرة للمطر الذي قد ترافقه حدوث عواصف رعدية شديدة في شهري ديسمبر ويناير من كل عام، حيث هطل في هذين الشهرين عام 198 نحو \"46.7 ملم\" فوق مدينة أبو ظبي خلال 6 أيام، ونحو 89.6 ملم\" فوق مدينة دبي خلال 8 أيام ونحو \"71.1 ملم\" فوق مدينة الشارقة خلال سبعة أيام ونحو \"26.7 ملم\" فوق مدينة رأس الخيمة خلال 5 أيام وعموماً فإن متوسط الأمطار السنوية في الجهات الشرقية والشمالية من البلاد أعلى مما هو عليه في الجهات الغربية والداخلية الأخرى.
ويتم حجز كميات كبيرة من مياه الأمطار بواسطة العديد من السدود التي أقيمت في مناطق كثيرة منها وادي حام بالفجيرة ووادي البيح ووادي اذن ووادي جلفا ووادي الغيل.
وتساهم الأمطار التي تسقط على البلاد في زيادة مخزون المياه الجوفية مما يسهم إلى حد كبير في تطوير الإنتاج الزراعي في البلاد والحفاظ عليه وسد أي عجز في المخزون الجوفي للمياه.
ويتضح مما سبق أنه من الصعب أن يعتمد السكان على كمية الأمطار التي تسقط على البلاد في حياتهم المعيشية. ومن ثم كان لابد من أن يعتمد السكان على مصادر أخرى للحصول على المياه وذلك عن طريق حفر الآبار والبحث عن المياه الجوفية، وفي الوقت الحاضر عن طريق تحلية مياه البحر، وقد كان لاكتشاف آبار المياه الصالحة للشرب في بقاع متناثرة من هذا السهل الساحلي قديماً، أثر كبير في نشأة المستوطنات البشرية، كما أن هذه الظروف المناخية تعد من العوامل البيئية الطبيعية المهمة التي لها دورها المباشر وغير المباشر في تشكيل المظهر الجيومورفولوجي لإقليم السهول الساحلية الغربية في دولة الإمارات وكذلك في تمييز المسطحات المائية للخليج العربي المجاور لها بخصائص أوقيانوغرافية.

الرطوبة
تكون الرطوبة النسبية عالية خاصة في المناطق القريبة من الساحل وعلى المتوسطات السنوية إلى حوالي 70% أو أكثر في الطرف الشرقي من الإمارات بالقرب من حدود عمان ثم تنخفض الرطوبة إلى حوالي 60% في الأجزاء الغربية والداخلية حيث الظروف الصحراوية أكثر وضوحاً.
ولاشك أن ارتفاع الرطوبة النسبية إلى هذا الحد ثم ارتفاع درجات الحرارة يدل على زيادة واضحة في كمية بخار الماء التي يحملها الهواء في المنطقة، كما أن ارتفاع نسبة الرطوبة مقروناً بارتفاع درجات الحرارة يجعل من مناخ المنطقة مناخاً غير مريح للسكان في شهور الحرارة المرتفعة. يصل الحد الأعلى للرطوبة النسبية في بعض جهات الدولة أحياناً إلى 100 % وهي نسبة قريبة من نسب الرطوبة في باقي الجهات حيث تتراوح النسبة بين 96% و98% وهذه النسب تدل على أن درجة التشبع بالرطوبة ظاهرة عادية وكثيرة الحدوث، ويرجع ارتفاع درجة الرطوبة في الهواء إلى وجود الخليج العربي بمياهه الدافئة، وكذلك لارتفاع درجة الحرارة وعملية التسخين الشديدة، كما أن الهواء الراكد في منطقة الضغط المرتفع دون المدارية تجعل الهواء الرطب مركزاً في طبقات الهواء السفلى فتزداد الرطوبة باستمرار.
ينخفض الحد الأدنى للرطوبة النسبية إلى مستويات تصل إلى 15% وتتراوح بينها وبين 35% وتتدرج الرطوبة النسبية في حدودها الدنيا في الارتفاع من الغرب إلى الشرق ومن الداخل نحو الساحل، حيث أن تأثير الظروف الصحراوية يظهر بصورة أوضح في الأجزاء البعيدة عن الساحل والبعيدة عن منطقة مرتفعات جبل عمان. يتضح من دراسة المعدلات الشهرية للرطوبة النسبية في الدولة أن الرطوبة النسبية تبلغ أقصاها في فصل الشتاء، بل إنها تقترب من درجة الإشباع في كثير من الأحيان، ففي مدينة الشارقة على سبيل المثال، يبلغ المعدل الشهري لمتوسط درجة الرطوبة النسبية العظمى أقصاه في شهر يناير \"93%\" وتقل الرطوبة النسبية مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث تبلغ أدناها في شهر مايو (23%). ثم تعود إلى الارتفاع التدريجي في أشهر الصيف خاصة، بتأثير الرياح الموسمية واقترانها بانخفاض درجة الحرارة نسبياً، فترتفع تبعاً لذلك الرطوبة النسبية.
وتعود قلة الرطوبة النسبية صيفاً إلى وصول الرياح القارية الجافة، واقترانها بارتفاع درجة الحرارة القارية الجافة، واقترانها بارتفاع درجة الحرارة، أما انخفاض الرطوبة النسبية في أشهر الربيع \"مارس وإبريل\" فهو يرجع إلى الرياح المحلية الحارة التي تصحب المنخفضات الجوية، والتي يؤدي هبوبها إلى انخفاض الرطوبة النسبية بصورة مفاجئة، وارتفاع درجة الحرارة في فصل الربيع نسبياً.
ويبلغ المتوسط السنوي للرطوبة النسبية في الساحل الغربي (58% في الشارقة) ، ويقل عن ذلك قليلاً في الساحل الشرقي (56% في كلباء)، وهذا يرجع جزئياً إلى الاختلاف في درجة الانحراف المعياري الذي يبلغ 7.2% ، 4.8% على الترتيب في كلباء والشارقة، وينخفض المتوسط السنوي للرطوبة النسبية أكثر من ذلك في الداخل الصحراوي والساحل الحصوي، وتبلغ الرطوبة النسبية ذروتها خلال شهري يناير وفبراير وتتراوح الرطوبة العظمى في دبي والشارقة وراس الخيمة بين (79% و83% ) خلال فصل الشتاء، وترتفع إلى (90%) في مدينة أبو ظبي خلال شهر يناير، وخلال شهر يوليو تتراوح الرطوبة النسبية العظمى (72% في رأس الخيمة) و(77% في الشارقة وأبو ظبي)، ومعنى ذلك أن فصل الصيف يتميز بارتفاع درجة حرارته ورطوبته النسبية مما يجعل مناخ السهول الساحلية الغربية غير مريح للسكان.

السطوع الشمسي
تتعامد الشمس على جزء كبير من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتكون منحرفة قليلاً عن التعامد على باقي أراضيها، وهكذا يصلها قدر كبير من أشعة الشمس يساعد على زيادتها عوامل أخرى منها الموقع القاري وصفاء السماء وخلو الأرض إلى حد ما من الغطاءات النباتية، كما أن قوة الأشعة العمودية في فصل الصيف تزيد من تأثيرها طول الفترة التي تظل فيها الشمس فوق الأفق \"طوال النهار\" مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة .
إن عدد ساعات سطوع الشمس خلال النهار يتحدد بصورة مبدئية بخطوط العرض وبالفصول، ويحدد الإشعاع الكلي اليومي جزئياً بالعدد الكلي لساعات سطوع الشمس الصافية. وتوفر البيانات المتاحة عن عدد ساعات سطوع الشمس معلومات عن طول اليوم وفترات الغيوم عندما تنخفض شدة سطوع الشمس تحت مستوى معين. ففي فصل الصيف وتبعاً لارتفاع درجة الحرارة يصل طول النهار إلى حوالي 13.30 ساعة أما في الشتاء حيث ترحل الشمس بحركتها الظاهرية للجنوب نحو خط الاستواء وتنقص درجة الحرارة فإن النهار يقصر إلى نحو عشر ساعات ونصف الساعة.

الضغط الجوي
تؤثر الاختلافات الحرارية الفصلية في تشكيل مراكز الضغط الجوي خلال فصلي الشتاء والصيف، فتبعاً لانخفاض درجة الحرارة خلال فصل الشتاء يتميز الضغط الجوي في دولة الإمارات العربية المتحدة بارتفاعه في حين ينخفض مقدار الضغط الجوي فوقها خلال فصل الصيف، تبعاً لارتفاع درجة الحرارة.
ويتبين من دراسة المتوسطات الشهرية للضغط الجوي في دولة الإمارات أن الضغط الجوي يبلغ أقصاه في شهر يناير (1019 مليباراً) ثم يأخذ في الانخفاض تدريجياً حتى يصل إلى حده الأدنى في شهر يوليو (998 مليباراً).
كما يتغير المتوسط الشهري للضغط الجوي بسرعة بين شهري أغسطس (999 مليباراً) وأكتوبر (1013 مليباراً)، حيث يبلغ الفرق في الضغط بين هذين الشهرين 14 مليباراً.

تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة


   كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل اندماجها في كيان وحدوي ، تعرف في التاريخ بالإمارات المتصالحة ، وعلى الرغم من أن ذلك الاتحاد حدث بالفعل عام 1971م ، إلا أن ما يجمع بين تلك الإمارات قبل ذلك من سمات مشتركة تمثلت في الوحدة السياسية قادمة لا محالة ، ولعل أولى بذور الاتحاد غرست في سنة 1905م عندما عقد جميع حكام إمارات الساحل المتصالحة اجتماعا لأول مرة بناءا على دعوة من الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان ، حاكم أبوظبي آنذاك من أجل إيجاد حل للنزاعات المتعلقة بالحدود .
     والحق يقال إن حلم الوحدة لم يكن قاصرا على الحكام وحدهم بل كان يراود شعوب المنطقة أيضاً ، فقد مكث قاضي رأس الخيمة في ثلاثينات القرن العشرين مدة في الزمن في البريمي بغية الوصول إلى صيغة من الوحدة بين الإمارات إلا أن مساعيه لم تؤت ثمارها في ذلك الحين .
     ومنذ بداية الخمسينات حاول حكام الإمارات المتصالحة إضفاء صبغة رسمية لاجتماعاتهم ، فتم تأسيس مجلس للساحل المتصالح وعقد أول اجتماع له في مارس عام 1952م ، وتمخض عن تلك الاجتماعات تشكيل ثلاث لجان فرعية اختصت الأولى بشئون التعليم والثانية بشئون الصحة العامة والثالثة بالزراعة ، وكان على تلك اللجان أن ترفع تقارير عن إعمالها إلى المجلس ، وكانت تلك الاجتماعات التي كانت تعقد مرتين في العام رهن رغبات الشخصيات التي كانت تحضرها ويشير كتاب " راشد بن سعيد آل مكتوم ـ الوالد الباني " لمؤلفه جريم ويلسن إلى أن اهتمامات ذلك المجلس تركزت كما يتبين من اجتماع عقد في الشارقة في 17/11/1953م ، على أمور مثل عائدات النفط ، وتنظيم المرور على الطرق ، ووثائق السفر ، ومستشفى المكتوم ، وموارد المياه .
     ولقد تجلت وحدة الشعور القومي في الإمارات المتصالحة حكاما وشعبا ، إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 فقد طغت مشاعر القومية على الجميع وأعربوا عن موقفهم الحازم بالوقوف خلف الشقيقة مصر لرد العدوان الظالم عنها .
     وفي عام 1959 اتفق حكام الإمارات المتصالحة بالإجماع على شراء ممهد للطرق من طراز كاتربيلر ، وعلى تأسيس وحدة طبية صغيرة في رأس الخيمة في العام التالي .
     وكان الشيخ راشد على قناعة حقيقية بأن مستقبل إمارات الساحل المتصالحة سيكون أفضل إذا ما توحدت وأمسكت بزمام الأمور ، وقد لعب حاكم دبي دورا مؤثرا في محاولته إقناع حكام الإمارات المتصالحة ، وحاكمي قطر والبحرين بضرورة خلق كيان متكامل في المنطقة ، فقام بتحركات واتصالات دبلوماسية مكثفة معهم ، وحظيت أفكار الشيخ راشد بدعم كبير من جامعة الدول العربية ، إذ كان الأمين العام المساعد للجامعة آنذاك سيد نوفل يحبذ النموذج الذي اقترحه الشيخ راشد للكيان الجديد ، وقد كرست الجهود خلال عام 1964م لقضية الاتحاد ، وفي وقت متأخر من تلك السنة دعمت جامعة الدول العربية خطة قدمت لتوحيد الإمارات المتصالحة في إطار ما أطلق عليه " الصندوق العربي " وقد عرض الشيخ راشد خطته في تلك الفترة على بعض حكام الإمارات في اجتماعات ثنائية قبل أن يقوم بالإعلان عنها .
     وفي عام 1965 تم إنشاء صندوق التنمية في الإمارات المتصالحة من أجل تمويل الخدمات الداخلية وهي في الغالب كانت في مجالات الزراعة والصحة والتعليم الفني ، بما في ذلك المدرسة التجارية في دبي ، ومن بين المشاريع التي أنجزت كان الطريق المرصوف بين دبي وراس الخيمة ، وعمليات المسح للتنقيب عن المياه في جميع إمارات الساحل المتصالح ، وخطط إمداد عواصم الإمارات بالماء والكهرباء .
     وتزامن مع ذلك الجهود الرامية لتأسيس إتحاد نقدي على مراحل ، وكانت بداية التجربة استخدام الريال السعودي في المنطقة كلها قبل أن تبدأ البحرين بإصدار نظام نقدي خاص بها ، وعندها ظهر الدينار البحريني في المنطقة الذي استخدمته أبوظبي كذلك ، في حين أن قطر ودبي اشتركتا في تقديم ريال قطر ودبي والذي استخدمته بقية الإمارات المتصالحة .
     ولم تقتصر جهود الشيخ راشد لتوحيد الإمارات على الداخل فحسب بل كان يبحث هذه المسألة مع بعض الزعماء العرب أيضا ، ففي نوفمبر 1964م بدعوة من الشيخ راشد الذي استضاف المجلس في قصر الضيافة بالجميرة ، وقد نجحت جهود كل من الشيخ راشد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وبدعم من جامعة الدول العربية ، في جمع حكام الإمارات السبع ( أبوظبي ، دبي ، الشارقة ، عجمان ، أم القيوين ، رأس الخيمة ، الفجيرة ) بالإضافة إلى حاكمي قطر والبحرين ، وكان اجتماع تسعة قادة في نفس المكان والزمان في تلك الفترة ، حيث لم تكن فيها البنية التحتية للنقل متطورة وكان ذلك يعد إنجازاً في حد ذاته .
     ويعزو المؤرخون والمراقبون السياسيون في تلك الفترة إلى نجاح مجلس الإمارات المتصالحة في العمل بصورة أكثر حيوية إلى الجهود التي بذلها الشيخ راشد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في هذا المضمار .
     وكان الشيخ راشد على دراية بالأوضاع في المنطقة بطريقة مكنته من إنجاز ما يمكن عمله خطوة بخطوة ، بدلا من التسرع في طلب المستحيل ، وفي ذلك الوقت بالذات كانت الأحداث على الساحة الدولية تتصاعد ، فقد شهدت المملكة المتحدة في أواخر الستينات من القرن العشرين اضطرابات شديدة أسفرت عن فقدان حكومة حزب العمال تحت زعامة هارولد ويلسون شعبيتها لأسباب اقتصادية بعد أن فرضت إجراءات تقشف لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وبسبب الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها قررت المملكة المتحدة في عام 1967م تخفيض نفقاتها في الخارج ، وصدر بيان مقتضب عن مكتب هارولد ويلسون في 16 يناير 1968م ، يعلن فيه عن انسحاب القوات البريطانية من شرق عدن ، وقد استقبلت منطقة الخليج هذا الخبر بفرح واهتمام ، واعتبر الشيخ راشد انسحاب بريطانيا فرصة سانحة لتعزيز مجلس الإمارات المتصالحة ، وقد قدمت بريطانيا اقتراحها بالانسحاب مقرونا بدعوة أعضاء المجلس التسعة للعودة إلى المفاوضات بمزيد من الحماس ، خاصة وأن كل قادة الإمارات كانوا يدركون أن ثروات المنطقة وضعفها العسكري يجعلها عرضة للتدخل قبل أي دولة كبيرة ذات نوايا غير سليمة .
     وقد جاء إعلان بريطانيا الانسحاب من المنطقة في وقت بدأ فيه تدفق النفط في عدد من إمارات الساحل المتصالحة الأمر الذي أدى إلى ازدياد الأهمية الإستراتيجية للخليج ، والى شعور حكام المنطقة بالحاجة إلى خلق تعاون بينهم لصون الأمن المشترك ، وفي فبراير 1968م ، مهد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الطريق بإعلانهم تأسيس وحدة بين إمارتي أبوظبي ودبي من شأنها أن تؤدي إلى الاشتراك في إدارة الشئون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية وشئون الهجرة والجوازات ، وقد تم التوقيع على وثيقة الوحدة في 18 فبراير 1968م في مكان بالقرب من منطقة غنتوت الواقعة بين أبوظبي ودبي .
     وفي 25 فبراير 1968م عقد اجتماع مماثل لذلك الذي تمخض عن إنشاء مجلس الإمارات المتصالحة قبل ثلاث سنوات ، وجه فيه الشيخ زايد والشيخ راشد الدعوة إلى حكام إمارات الساحل الأخرى بالإضافة إلى قطر والبحرين للانضمام إلى هذه الوحدة ، وبعد ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة اتفق القادة على تشكيل مجلس أعلى للقادة التسعة يكون بمثابة الهيئة التشريعية العليا ، ويتولى ضمن مهامه الأخرى العمل على وضع دستور رسمي يضع أساسا للتكامل ، وقانونا اتحاديا ، على أن يضم المجلس الأعلى ثلاثة مجالس فرعية يكون أعضاؤها مسئولين عن الشؤون الثقافية والدفاعية والاقتصادية ، وقد لعب كل من الشيخ زايد والشيخ راشد دورا رئيسيا في تحقيق الإجماع خلال ذلك الاجتماع .
     وقد حظيت فكرة تأسيس اتحاد قوي ومستقر بترحيب كبير من خارج الدول التسعة وخاصة في المنطقة العربية التي رحبت أيما ترحيب بالفكرة واعتبرتها نواة للوحدة العربية الكبرى ، وحدث في ذلك الوقت تطور مهم إذ أعلنت بريطانيا قرارها النهائي بالانسحاب من الخليج في 14 فبراير 1971م ، وتوالت اجتماعات المجلس الأعلى بعد ذلك بصورة مستمرة حتى ذا جاء العاشر من يوليو عام 1971م ، عقد مجلس إمارات الساحل المتصالحة اجتماعا وجه فيه الشيخ راشد نداءً للحكام من أجل المضي قدما على طريق الاتحاد ، وفي الثاني عشر من يوليو نفسه أي بعد مرور ثمانية أيام وقع كل من حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان  وأم القيوين والفجيرة على البيان الرسمي بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن اختارت كل من البحرين وقطر إقامة دولتيهما المستقلتين ، وقد صادق حكام الإمارات على الدستور المؤقت الذي حدد ملامح الاتحاد ، وبموجب الدستور المؤقت تشكل المجلس الأعلى للاتحاد وهو أعلى سلطة في البلاد ، والسلطات التشريعية والتنفيذية ، وفي الثاني من ديسمبر 1971م ، تم الإعلان رسميا عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبا له .
     هكذا أتت الجهود أكلها وتحققت الوحدة التي كان يتطلع إليها مواطنو إمارات الساحل المتصالح ، وأصبحت دولته الجديدة محط أنظار العالم وإعجابه ، وقد اجتمع حكام الإمارات بوصفهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وانتخبوا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسا للدولة ، وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبا للرئيس ، بينما تم تعيين الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيسا للوزراء ، ذلك المنصب الذي شغله الشيخ راشد فيما بعد ، وأصبح الشيخ مكتوم بن راشد أحد النائبين لرئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة .
     وفي فبراير 1972م لحقت إمارة راس الخيمة بركب الوحدة ليصبح عدد الإمارات المنضوية في الاتحاد سبع إمارات .
     إن جهود صاحبي السمو الشيخ زايد والشيخ راشد في تأسيس دولة الاتحاد أصبحت ملكا للتاريخ ، ولعل ليس ثمة من هو أفضل من صاحب السمو الشيخ زايد يستطيع تثمين ما اضطلع به الشيخ راشد من دور في تحقيق ذلك الإنجاز حيث قال " الحق أن الشيخ راشد قام بدور جاد ومخلص من أجل الاتحاد .. كما اتخذ مواقف تجاه الاتحاد مثلما كنت أريد وأتمنى " .
     أما جهود صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ودوره في تأسيس الاتحاد فقد حظي بمديح خاص من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حيث قال " لولا زايد لما قام الاتحاد ، ولولا اتفاقه مع راشد لما نجحت الفكرة ولا تحولت الأمنية الى واقع ، ومن هنا فاتفاقهما هو حجر الأساس في نمو وازدهار وتطور الاتحاد الذي لا خوف عليه لأنه قناعة كل مواطن " .

نبذة عن دولة الامارات العربية المتحدة


في الثاني من ديسمبر عام 1971 ، أعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ، كدولة إتحادية مستقلة ذات سيادة ، تضم 7 إمارات هي أبوظبي ، دبي ، الشارقة ، رأس الخيمة ، عجمان ، أم القيوين ، الفجيرة ، وتتكون سلطات الدولة الإتحادية من المجلس الأعلى للاتحاد ورئيس الإتحاد ونائبه ومجلس الوزراء والمجلس الوطني الإتحادي ، والقضاء الإتحادي. والإتحاد جزء من الوطن العربي الكبير تربطه روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك. وشعبه جزء لا يتجزأ من الأمة ودينه هو الإسلام ، والشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع ولغته الرسمية هي العربية.
تقع دولة الإمارات العربية الماتحدة جنوب شرق الجزيرة العربية ، وتمتد من خليج عمان شرقاً حتى دولة قطر غرباً ويحدها من الشمال والشمال الغربي الخليج العربي ، ومن الغرب دولة قطر والمملكة العربية السعودية ، ومن الشرق خليج عمان وسلطنة عمان.
وتمتد سواحل الإمارات المطلة على الساحل الجنوبي للخليج العربي مسافة 644 كيلومتر من قاعدة شبه جزيرة قطر غرباً ، وحتى رأس مسندم شرقاً وتنتشر عليها إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة ، بينما يمتد ساحل الإمارة السابعة وهي الفجيرة على ساحل خليج عمان بطول 90 كيلومتراً ، وتشغل الدولة بذلك المنطقة الواقعة بين خطي عرض 22 و 26.5 درجة شمالاً وخطي طول 51 و 56.5 شرق خط جرينتش.
تبلغ مساحة الدولة باستثناء الجزر التابعة لها نحو 77.700 كيلومتر مربع . تشكل إمارة ابوظبي القسم الأكبر بمساحة تبلغ 67.340 كيلومتر مربع وهي تعادل 87% من المساحة الإجمالية للدولة . وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة من حيث المساحة بعد السعودية وسلطنة عمان.ش
ونتيجة وقوع دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة المدارية الجافة ، التي تمتد عبر قارة آسيا وشمال أفريقيا ، وتخضع في الوقت نفسه لتأثيرات المحيط لوقوعها على ساحل الخليج العربي وخليج عمان ، لذا يتصف المناخ فيها بشكل عام بزيادة نسبة الرطوبة ، وارتفاع درجة الحرارة صيفاً ، ويصل متوسط درجات الحرارة خلال الصيف من 35 إلى 40 درجة مئوية كما تصل درجة الرطوبة إلى 100% أحياناً .. أما في فصل الشتاء فإن الطقس لطيف جداً يميل إلى الاعتدال ، وتبلغ درجة الحرارة في الشتاء 18 درجة مئوية.