السبت، 18 فبراير 2012


الكنايات الشعبية الملاحية في دولة الإمارات العربية المتحدة

{ الحق واطبع   }
إلحق: إتبع: الحق بنا إن كنت تستطيع تقال بصيغة التحدي.
وطبع: أي عندما تلحق بنا أغرق مركبنا.
هذه الكنية تطلق على وجه التحدي فيقولها النوخذة الحق بنا و لنر من يطبع (يغرق) مركبه أولاُ فإن كنت تستطيع أن تغرق مركبنا فافعل ذلك؟
أورده المدني قائلاً: مركبنا التحدي العواصف و الرياح، و كل الأنواء، يتحدى غضب البحر و قسوته و جبروته، يتصدى لكل مراكب الأسفار و الغوص، مركبنا ينادي كل بحارة العلام و يتحداهم أن يلحقوا به و يسبقوه، فإذا استطاعوا اللحاق به و التقدم عليه، فلهم الآمان بعد ذلك أن يغرقوه، لقد بلغ الاعتداد بالنفس لبحارتنا قمته.
و قد أورد هذا اللفظ في كتاب: الأمثال الشعبية الملاحية و علق عليه الكاتب: بعض النواخذة يتباهون بسرعة مراكبهم فيقولون بصيغة التحدي لأحد النواخذة من معارفهم الحقني طبع مركبنا، و قد كان هناك الكثير من المراكب التي عرفت بالشرعة و اشتهر ربابنتها مثل يوسف البوسطجي الذي كان يقطع الطريق من القطيف على البحرين مرتين في كل يوم في رقم قياسي و ذلك في جالبوت صغير، و هناك اسماء لمراكب ثقيلة اشتهرت بعدم سرعتها و قد وردت سيرها في الكتب الملاحية فكانت أشبه بقصص خيالية محشوة بالمبالغات، و هي في واقع الأمر حقيقة.
و المثل يقال للتحدي و التنافس في السرعة.
أما الزيد فقال يضرب: في الاستهزاء ممن يتوعدك و يتهددك، و هو على صواب، و إن كانت الأمور في حقيقتها تعني اللحاق، و لعله يقصد الاستهزاء من اللحاق، و هي تقال لمن يتوعد و يتهدد.
و يتداول المثل في البحرين بنفس الصيغة في دول الخليج (الحك و طبع) و هو يضرب للاستفزاز و التحدي و خاصة في سباق القوارب الشراعية في ذلك الوقت و كذلك يضرب في مواقف عديدة تبين مدى الاستهزاء بمقدرة الآخرين في بلوغ بعض الأهداف المعينة التي يعجز عن تحقيقها الآخرون فيكون الشرط فيه كيف ما يريد المشترط عليه عند الوصول إلى الموقع المحدد أو إدراكه في متوازي المسافة المطلوبة.
و المقصود بكلمة (إلحك): المقدرة على الوصول إلى الموقع المحدد في السباق أو إدراك القارب الذي يعتد به صاحبه من حيث السرعة التي لا يمكن للقوارب الأخرى من اللحاق به، و يكون الرهان المشروط في هذا السباق (التطبيع) أثناء اللحاق به أي إغراق القارب و يتم بطريقة الضغط على جانب واحد من القارب حتى يدخل ماء البحر بداخله و يغمره برمته و هذا شرط متعارف عليه في سباقات القوارب في ذلك الوقت عند أهالي البحرين الذين يسكنون في المناطق المحاذية لشواطئ البحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق